الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

الاندلس..

الاندلس..

ان تاريخ الاندلس كغيره من الممالك المسلمة عرف تدرج العديد من الحكام والامراء ولم يتوقف الامر على هذا وانما انقسمت الجوهرة العربية في العقدالاوروبي الى العديد من الدويلات والامارات مما جعلها لقمة طيعة في فم الاستعمار الصليبي..لكن لا يختلف اثنان على ان الاندلس من اعظم الحضارات وارقاها ..فقد برزت دون غيرها في العديدمن الميادين ..فكان لدى كل دويلة منها حاكم وادارة خاصة وجيش منظم باحدث الاساليب وموارد معيشية متنوعة حتى انها صادفت في بعض من فتراتها ان لم نقل جلها بدخا منقطع النظير..وحتى لا ننسى فالتاريخ يشهد للاندلس بثراء الحياة الادبية والفكرية التي اعتبرت بحق شبه مستقلة عن غيرها كما انها كانت غنية بادباء ومفكرين وشعراء لم يشهد الزمن مثلهم الا قليل..مع كل هذا النظم الجميل والفسيفساء الثرائية الرائعة نلاحظ ان العلاقات بين الحكام قائمة على التحرز والحذر والخوف على ملكهم وسلطانهم مما ادى بهم الى اغداق الاموال الطائلة على بناء الحصون والاستكثارمن المرتزقة في حال الدفاع مما جعل دخول الجواسيس سهلا وجعل دراسة بلاد الاندلس من الناحية العسكرية سهلة المنال على من يترصدهم ..كانت هذه الحرب تنخر الجسد الاندلسي من الخارج والداخل فبالاضافة الى الاطماع الصليبية هناك التناحر الداخلي للحكام على الحدود الاندلسية الاندلسية مما ساهم في شتات الرقعة ككل و ادى الوجود الاسلامي ضريبة العنجهية العربية للملوك والامراء الاندلسيين فكان ان استنزف الذهاء الاوروبي التراب الاندلسي جزءا جزءا ..وبذلك عرف الوجود العربي بعد هزيمة قوات لوذريق وكان الفتح سنة 92هجرية على يد طارق بن زياد..وقد كان هذا الدخول البطولي شبه مرغوب فيه من الشعب الاسباني الذي طالته اليد المؤذية لحاكمه لوذريق وعانى من اضطهاد حاشيته وجنوده بالاضافة الى قهر الفقرالذي نال من الجسدالاسباني دون ان يوجد اي حل ومازالت الامورفي تعقيد الى ان دخلت الجيوش المسلمة فكان بذلك الفتح المبين فتح من عدة جوانب فرج اتى الاسبان فكان الترحيب المشوب بقليل من القلق والخوف من القادم العربي وفي المقابل ترحيب مشوب بالارتياح لما سبق العرب والمسلمين من صيت طيب..لكن لكل شيء اذا ما تم نقصان فقد عرفت شبه الجزيرة الايبيرية حملة ضارية ضد الجسد الاندلسي لاسترجاع اراضيها المسلوبة ومما ساعد في ذلك التفرقة والتشردم والجهل الذي عرفته الامارات الاندلسية بعدان وصلت اوجها وعظمتها فعملت خاصية فرق تسد مفعولها وكذلك فعلت الخيانة من المقربين وعدم تحمل المسؤولية في الصفوف الاندلسية وتسللت بكل قوتها داخل الجسد المثخن بحروب الاخوة الاعداء فكان نهاية الدولة العظيمة والحلم العربي في بلاد الفرنجة سنة 897هجرية فكان بذلك افول دولة الاسلام على الارض الاوروبية التي ظلت قائمة وصامدة تتقلب حسب فصول احوالها الداخلية والخارجية بين قوة وضعف وتوحد وتفرق وعزة ومذلة الى ان كثرعليها اللغط واصبحت لقمة صائغة في فم الاستعمار الاسباني ..ومن ثم سقطت اعظم دولة اسلامية وجدت في القلب الاوروبي فكانت نهاية ثمانية قرون عاش المسلمون خلالها في تاخي وتازر مع الديانات الاخرى..

ليست هناك تعليقات: