الأحد، 1 مايو 2011

نظرية المؤامرة والعملاء

عام 2011 ذلك العام الذى لايمكن باى حال من الاحوال نسيانه أو حتى محاولة اغفاله عند كتابة التاريخ الحديث..وخصوصا فى منطقة الشرق الاوسط ..ولااتوقع ان يسألنى احدهم لماذا فالجميع يعلم كيف كانت التحضيرات لوصوله..بتقسيم السودان..ثم بسقوط النظام التونسى وتلاه النظام المصرى مع الفوارق بينهما..ثم وفى تزامن عجيب كانت ليبيا واليمن وسوريا والعراق وقبلها البحرين..اللذين دخلوا الى حظيرة التمرد والعصيان والثورة على الفقر تارة والظلم والقهر والاستبداد تارة اخرى وامتدت الشرارات لتصل الى الكويت والسعودية والمغرب لولا احتواء النظم لها وضعف الحجج وقوة الانظمة وبقايا خوف الشعوب...كل ذلك حدث فى ساعات قليلة من عمر الزمان فلم تمض على سنة 2011 سوى اربعة اشهر فقط منها ...عذرا فقد كدت انسى ما سطرته الطبيعة بقلمها النافذ باليابان فقد حدث فيها مالم تحدثه اقوى ثورات الارض واعنفها..فما الذى يحدث وماذا يخبئ باقى العام للانسان فى الارض..؟

اجدنى وكعادتى اجلس متأملا مع نفسى كلما وجدتنى فاقدا للاجابات .... ولكن هذه المرة وأثناء جلسة التأمل وجدت نفسى أمام المخزونات فى دهاليز الذاكرة المظلمة داخل الطرقات الضيقة فى مجريات الدم بالمخ..وجدتنى تائه تقذف بى معلومات وتتلقفنى معلومات اخرى..وارتطم بأغلفة كتب ذات جلود سميكة واخرى مغلفة للمرة الثانية او الثالثة للحفاظ على محتوياتها ومقتنياتها وعناوين واسماء ومعلومات وفجأة تثبت تلك الدوامة التى سقطت فيها وتجمد الحركة واجدنى امامه وجها لوجه وللمرة الثانية فى عمرى ولكن هذه المرة لم تكن الافى خيالى اما الاولى لى فقد كانت فى نهايات السبعينات وكنا فى ندوة ادبية وتعرفت فيها على احدى الكاتبات والتى اهدتنى اياه بعدمباحثات طويلة عن اهمية اخفائه وعما يصيب اى دار للنشر يتجرأ صاحبها ويقوم بطباعته من مصادرة واغلاق للدار وقد تصل الى احراق ممتلكاته خشية تسرب بعض النسخ اليها...وكم وعدتها ليلتها بالحفاظ عليه واعادته اليها بعد اسبوع ..وكم عانيت فى قراءته وكما طلبت منى وقتها على الاقل عشر مرات وكانت محقة فى قولها هذا ففى كل مرة كنت افهم جديدا من كل جملة وكم تعبت نفسيا وقتها ..رافضا فكرة ان اكون وانا الشاب الفتى لعبة فى ايديهم أآكل وأشرب والبس وأغير ثيابى وأضحك وأبكى بل واذا قررت الانتحار يكونون هم وراء كل ماأفعله...وأنهم يتحكمون فى كل شيئ من الحاكم الى المحكوم ..ظل عقلى رافضا لهذه الافكار فترة ليست بالقصيرة لدرجة اننى عندما كنت اقرر تناول شيئا من الطعام كنت اغير رغبتى اكثر من مرة لحرصى على مقاومة اوامرهم والتى رسموها باتقان..محاولين للسيطرة على مقاليد الامر منى...حتى تهت وتاهت منى تلك الفوبيا والتى صنعتها لى قراءتى لهذا الكتاب اللعين...

والان ...واليوم بالتحديد ماذا أوصلنى اليه؟؟؟

نعم انه هو ضالتى ...اولم اقراء فيه انهم يضعون خلف كل حاكم اربعة رجال من عملائهم حتى يدفعونه للانفصال عن شعبه ويزينون له أفعاله ويصوبون له أخطائه ويمدونه فى طغيانه وفى نفس الوقت يعملون على كشف اسراره الخبيثة أمام شعبه اذا ما خرج عن طوعهم...بل ويدفعون الشعوب للثورات عليه بدلا من الرضا بالمقسوم...

ولكن لم يمكن ان يكون هذا ما يحدث الان؟؟؟...

ولم لا؟؟؟؟...

اولا نعلم جميعا باستعداد الارض للطوفان والذى يحدثه ذوبان اقطاب الارض الثلجية واحتمالية غرق منطقة كبيييرة جدا من الارض مثلما حدث للقارة المفقودة اطلانطا ...وخصوصا الدول التى تقع بأكملها على شواطئ البحار والمحيطات ..وبنظرة سريعة على خريطة الكرة الارضية يمكننا ان نعلم اونتعلم ماذا يحدث ولم؟؟؟.. الغرب بأكمله مهدد بالانقراض والغرق بمدنه ومعداته وتطوره وتقدمه وتفوقه ولا يستطيع انقاذ نفسه من الموت غرقا ...الا باسلوب واحد وهو ايجاد الارض البديلة والتى يجب ان تكون مرتفعة عن سطح البحر بعدة امتار حتى لاتغرق فى الطوفان القادم...وهذا اهم ما تمتلكه منطقة الشرق الاوسط ...ففيها جبال وهضاب واودية وسهول ..ولذلك كانت جملة الشرق الاوسط الجديد...ولكن كيف وتعداد البشر بها يزيد ومع الفقر المفروض عليها ..اذا فقد انتهى دور الحكام الذين قاموا بزراعتهم بالمنطقة وصنعوا معهم ومنهم الاف الملفات السيئة التى ما أن تكتشفها شعوبهم حتى تقوم بما يجب عمله من خلع ومحاكمة وعزل بل وقتل هؤلاء الخونة والعملاء وهذه حقيقة ولكن هل يحقق هذا امل الغرب فى ايجاد الارض البديلة ...؟ كلا انها فقط البداية و بعدها تأتى الصراعات الداخلية بين الطوائف فى كل شعب على حدة..فما بين المسيحى والمسلم وما بين الشيعى والسنى وما بين الحماسى والفتحى وما بين الاسود والابيض ومابين الصعيدى والفلاح..وهكذا وبسرعة انتشار اللهب فى الحطب تقضى الشعوب على نفسها وبدون تدخلات خارجية اللهم الا كمنظمات انسانية واغاثية وقرعية وبذنجانية لضمان ان الارض خالية من العناصر المطلوب تصفيتها قبل وصول السيد الحاكم بأمره ..كل هذا واكثر موجود بداخل هذا الكتاب اللعين..بل والادهى من ذلك بعد التصفية العرقية من المؤكد بقاء بعض العناصر على قيد الحياة من كل بلد ..يقول الكتاب فى هذا (اذا ما اجهز البعض على البعض الاخر فنحن مع الغالب حتى يحتاج الينا وعندها نستخدمهم كخدام لعرشنا ولن يعترضوا فسوف تكون معنا مقدرات الحياة من مال الى سلاح الى غيره من احتياجاتهم..فهم مرغمون على العمل كخدم لنا والا فليموتوا جوعا وعطشا وبردا ودحرا....هذا ماينتظر منطقتنا العربية والشرق اوسطية ..ياسادة افيقوا فهل من يفيق؟؟؟؟؟؟؟

.منقول عن مقالات عادل الخطيب